يعرف مرض الذئبة الحمراء (بالإنجليزية: Lupus) أو ما يسمى أيضًا بالذئبة، بأنه مرض التهابي مزمن، يحدث عندما يقوم جهاز المناعة بمهاجمة خلايا وأعضاء الجسم ذاته. ويصيب الالتهاب الناتج عن هذا المرض العديد من أعضاء الجسم، مثل: الجلد، والمفاصل، والقلب، والرئتين، والكلى، وخلايا الدم.

هل مرض الذئبة الحمراء مميت؟ 

غالباً ما يصيب مرض الذئبة، النساء دون معرفة السبب، وكان ينظر في الماضي إلى مرض الذئبة الحمراء على أنه مرض يدعو للقلق، وله نتائج صحية سلبية، لكن الآن بسبب تحسن وسائل التشخيص والعلاج، يستطيع معظم المرضى المصابون به العيش حياة عادية ونشطة. 

أنواع مرض الذئبة الحمراء 

من أكثر أنواع مرض الذئبة الحمراء الشائعة الآتي:

  • الذئبة الحمامية الشاملة: إن الذئبة الحمامية الشاملة (بالإنجليزية: Systemic Lupus Erythematosus) أو الذئبة الحمامية الجهازية تصيب تقريبًا جميع أجزاء الجسم، وأكثر أعضاء الجسم تأثرًا بهذا المرض، هي الجلد، والمفاصل، والكلى، والرئتين، والدم. عادة، عندما يتكلم الناس والأطباء عن الذئبة، فإنهم يعنون هذا النوع منه.
  • الذئبة الحمامية شبيهة القرص: إن الذئبة الحمامية شبيهة القرص (بالإنجليزية: Discoid Lupus Erythematosus) أو مرض الذئبة الحمراء الجلدية تصيب الجلد فقط، لذلك تسمى أيضاً بالذئبة الجلدية، وتتميز بظهور طفح جلدي دائري الشكل (يشبه القرص)، في منطقة الوجه والرقبة وفروة الرأس. وقد لوحظ أن عدداً قليلاً من المرضى المصابين بهذا النوع من الذئبة قد يصابون لاحقاً بالذئبة الحمامية الشاملة.
  • الذئبة الحمامية الناتجة عن تناول الأدوية: تحدث الذئبة الحمامية الناتجة عن تناول الأدوية (بالإنجليزية: Drug-induced Lupus Erythematosus) بعد تناول أنواع معينة من الأدوية والعقاقير. ويصيب هذا النوع من المرض العديد من أعضاء الجسم. ومن الجدير ذكره، أن أعراض مرض الذئبة الحمراء تختفي بعد التوقف عن تناول الأدوية المعينة.
  • الذئبة الحمامية الوليدية: إن الذئبة الحمامية الوليدية (بالإنجليزية: Neonatal lupus erythematosus)، أو الذئبة الحمراء عند الأطفال، هو نوع من المرض نادر جداً، ويصيب الأطفال حديثي الولادة. وما يحدث هو أن المرأة الحامل تمرر أجساماً مضادة معينة (لها علاقة بالمرض)، ولهذه الأجسام المضادة المقدرة على إحداث المرض عند الوليد بعد الولادة بأسابيع قليلة، وأهم العلامات المميزة للمرض هو الطفح الجلدي.

اعراض مرض الذئبة الحمراء

قد تظهر أعراض مرض الذئبة الحمراء أو علاماتها فجأة أو بشكل تدريجي، وقد تكون خفيفة أو شديدة، ومؤقتة أو دائمة. وعادة يكون للذئبة خصائص ومميزات معتدلة، تأتي على شكل مراحل (نوبات) من تفاقم الأعراض، تليها فترة من التحسن، أو حتى اختفاء الأعراض والعلامات لمدة معينة، والذي يعرف بمرحلة الخمود (بالإنجليزية: Remission). 

وتعتمد أعراض مرض الذئبة الحمراء على نوع المرض الذي يصيب المريض، والأعضاء التي تتأثر به، نذكر منها ما يلي:

  • حمى وارتفاع في درجة الحرارة
  • إرهاق
  • تقرحات في التجويف الفموي
  • فقدان الوزن أو زيادته عن الطبيعي
  • ألم وأوجاع في المفاصل وتورمها
  • تساقط شعر الجسم والرأس (صلع)
  • ضيق النفس
  • وجع في منطقة الصدر
  • جفاف العينين
  • قلق واكتئاب
  • فقدان الذاكرة
  • ازرقاق أصابع اليدين والقدمين عند تعرضهم للبرد
  • طفح جلدي في الوجه 
  • بقع حمراء مستديرة
  • تورم مفاجئ للأطراف

اسباب مرض الذئبة الحمراء

يعد مرض الذئبة الحمراء من أمراض المناعة الذاتية (بالإنجليزية: Autoimmune Disease)، وهذا يعني بأن جهاز المناعة عند الإنسان، بدلاً من أن تقتصر وظيفته على مهاجمة المواد الغريبة التي تدخل جسمه مثل: البكتيريا والفيروسات، يقوم أيضاً بمهاجمة خلايا الجسم السليمة، وهذا يؤدي إلى التهاب وتلف العديد من أعضاء الجسم، كما ذكر سابقاً، وهي: المفاصل، والجلد والكلى والقلب والرئتين والأوعية الدموية والدماغ. 

ومع أن سبب حصول هذه الظاهرة ما زال غير معروف، إلا أنه يعتقد بأن سبب مرض الذئبة الحمراء قد يعود إلى الجمع بين الأسباب الوراثية (الجينية) والأسباب البيئية. فمثلاً قد يرث الشخص القابلية للمرض، غير أنه لا يصاب به إلا عندما يتعرض لتأثير عامل معين في البيئة المحيطة به، مثل: الإصابة بفيروس معين أو نتيجة تناوله لدواء معين.

هناك عدة عوامل تساعد على الإصابة بمرض الذئبة الحمراء، وهي: 

الجنس: يؤثر مرض الذئبة الحمراء على النساء أكثر من الرجال، قد تعاني النساء أيضاً من أعراض أكثر حدة أثناء الحمل ومع فترات الحيض. وقد أدت هذه الملاحظات إلى الاعتقاد بأن هرمون الإستروجين الأنثوي قد يلعب دوراً في الاصابة بمرض الذئبة الحمراء، ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة للمزيد من البحوث لإثبات هذه النظرية.

السن: حيث أن أغلب الحالات تصيب الأعمار التي تتراوح ما بين 16 و 41 عاماً، إلا أنه من الجدير بالذكر أن جميع الفئات العمرية معرضة للإصابة به، بمن فيها الأطفال حديثي الولادة.

العرق: يعد المرض أكثر شيوعاً عند السود الأفارقة والآسيويين والأفراد من أصل إسباني.

أشعة الشمس: قد يؤدي التعرض للأشعة فوق البنفسجية الموجودة في أشعة الشمس إلى حدوث آفة جلدية أو أعراض داخلية مميزة للذئبة الحمراء. ويعتقد بأن التعرض للأشعة فوق البنفسجية يؤدي إلى تراكم بروتين معين على سطح خلايا الجلد. ودون معرفة الأسباب تلتصق الأجسام المضادة الموجودة طبيعياً في الجسم بهذه البروتينات، مما يؤدي إلى حدوث رد فعل التهابي.

الأدوية: يؤدي الاستخدام طويل الأمد لأدوية وعقاقير معينة إلى ظهور مرض الذئبة عند بعض المرضى، وعادة يظهر مرض الذئبة الحمراء بعد عدة أشهر أو سنوات من تناولها، ومن هذه الأدوية، على سبيل المثال:

  1. دواء الكلوروبرومازين (بالإنجليزية: Chlorpromazine) المضاد للذهان.
  2. دواء هيدرالازين (بالإنجليزية: Hydralazine) الخافض لضغط الدم الشرياني.
  3. الايزونيازيد (بالإنجليزية: Isoniazid) وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السل.
  4. دواء البروكاييناميد (بالإنجليزية: Procainamide).
  5. الإصابة بفيروس إبشتاين-بار (بالإنجليزية: Epstein-Barr).

مضاعفات مرض الذئبة الحمراء

  • الكلى: قد يؤدي مرض الذئبة الحمراء إلى إصابة الكلى بالتلف، ومن ثم حدوث فشل (قصور) كلوي. ويقدر أن نحو ثلاثة أرباع المرضى يصابون بالفشل الكلوي خلال السنتين الأولى من تشخيص المرض. ومن حسن الحظ، يستجيب معظم المرضى المصابين بأمراض بالكلى للعلاج بالأدوية الخاصة بذلك، ومن أهم الأعراض والعلامات الدالة على الإصابة بعلة كلوية، هي: الحكة، وألم في الصدر، والغثيان، والتقيؤ، وتورم (وذمة) الساق وزيادة وزن الجسم.
  • الدماغ: عند إصابة الدماغ، قد يعاني المرء من صداع، ودوار، وتغيرات سلوكية، وهلوسة، ونوبات اختلاجية، وفقدان الذاكرة، والهذيان، والارتباك.
  • العدوى: يصاب مرضى الذئبة بعدوى نتيجة إصابتهم بالمرض ذاته ونتيجة لمضاعفات الأدوية المستخدمة في علاج الذئبة، وخاصة الستيرويدات القشرية (بالإنجليزية: Corticosteroids) والأدوية السامة للخلايا (بالإنجليزية: Cytotoxic) والتي تؤثر سلباً على جهاز المناعة. وأكثر العدوى شيوعاً التي يمكن أن يصاب بها المريض، هي: التهاب المسالك البولية، والبرد، والعدوى بالفطريات السكرية، والسالمونيلا، والهربس، والتهاب الرئة.
  • الهيكل العظمي: يصاب النسيج العظمي بالموت الموضعي وتسمى هذه الحالة النخر اللاوعائي (بالإنجليزية: Avascular Necrosis). ويحدث هذا عندما يقل أو ينعدم تزويد العظام بالدم، مما يؤدي الى كسور بالغة الصغر في العظام، وفي النهاية تنهار هذه العظام، وأكثر المناطق إصابة بالموت الموضعي هي مفصل الورك (الفخذ). وهنالك سببان لحدوث هذه الظاهرة، أولهما المرض ذاته (امرض لذئبة الحمراء)، وثانيهما التأثير السلبي من تناول المريض لجرع عالية من الستيرويدات القشرية ولمدة طويلة.

وأهم تلك المضاعفات يشمل ما يحدث في القلب والأوعية الدموية وهو مرتبط ارتباط وثيق باحمرار الوجه وما إلى ذلك من أعراض مرض الذئبة الحمراء.

فمثلًا يصاب القلب والأوعية الدموية عند الإصابة بمرض الذئبة الحمراء بالآتي:

يتعرض الدم والقلب والأوعية الدموية إلى

  1.  فقر الدم
  2. نزيف أو تجلط الدم
  3.  التهاب الأوعية الدموية
  4. التهاب عضلة القلب وشرايين القلب التاجية 
  5. تصلب الشرايين
  6. النوبات القلبية
  7. التهاب غشاء القلب مثل الأغشية التي ستذكر في الفيديو أدناه 

تعرف على تأثير مرض الذئبة الحمراء والأمراض المناعة على غشاء القلب بالتفصيل مع دكتور سامح علام، أستاذ دكتور أمراض القلب في الفيديو هنا