يعتبر الرجفان الأذيني خلل يصيب نظم القلب، فيعمل هذا الخلل على تسارع نبضات القلب؛ ما يسبب تكوّن الجلطات الدموية التي تصيب الجسم بفشل القلب والسكتات الدماغية وغيرها من المضاعفات.
ما هو الرجفان الأذيني؟
عند الإصابة بالرجفان الأذيني، يختل عمل عضلة القلب بطريقة تتهادى فيها عضلة القلب؛ إذ ينبض الأذينان، وهما حجرتا القلب العلويتين، بلا تناسق فيما بينهما ولا انتظام بل وحتى دون أي انتظام أو تزامن مع البطينين، وهما حجرتي القلب السفليتين، وتصيب هذه الحالة الكثير من الناس دون أي أعراض تذكر أو بأعراض غير ملحوظة. وعلى الرغم من خطورة هذه الحالة، فتولّد مضاعفات خطيرة مثل خفقان القلب، أي شدة نبضاته، وضيق النفس، والوهن الشديد. قد تراود هذه النوبات المريض على بغتة وتزول كما جائت، لكنها تتطلب في جميع الأحوال علاج يقي المريض من الجلطات ومضاعفاتها. ولا يفرق هذا المرض بين كبار وصغار، ويكون خطير جدًا على الأطفال؛ لصعوبة ملاحظته، ويمكنك أن تتعرّف على أخطر أمراض القلب التي تصيب الأطفال من هنا.
أعراض الرجفان الأذيني
قد لا تظهر الأعراض على الأشخاص المصابين بالرجفان الأذيني، إلا أنها إن ظهرت الأعراض والعلامات تكون عادة كالآتي:
- خفقان القلب
- اضطراب النظم القلبي
- الذبحة الصدرية
- دوخة ودوار
- إرهاق شديد عند أي حركة
- آلام في المفاصل
- وهن عام
- انخفاض ضغط الدم
- تيه وارتباك
- تنميل في الفم والأطراف
- تغيير في الجهاز العصبي
- ارتعاش في الأطراف
- عدم وضوح الرؤية
هل الرجفان الأذيني خطير؟
يعتبر الرجفان القلبي من أخطر الأمراض القلبية؛ فقد يسبب جلطات دموية، ومنه إصابة باقي أجزاء الجسم المختلفة؛ فعلى سبيل المثال، قد تصل الجلطة من الأذين الأيسر إلى البطين الأيسر، ومنه إلى باقى الجسم، فيؤدي إهمال العلاج إلى جلطة في المخ أي سكتة دماغية.
الرجفان الأذيني للشباب
نادرًا ما يصيب الرجفان الأذيني الشباب، فبينت الدراسات أن الرجفان الأذيني هو اضطراب نظم القلب الأكثر شيوعًا في كبار السن؛ فهو يصيب 1% تقريبًا من السكان: فإن قرابة 5% من الأشخاص لمن تتفاوت أعمارهم ما بين 65 سنة فأكثر، و10% من الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 80 عامًا يصابون بالرجفان القلبي عمومًا.
ما مضاعفات الرجفان الأذيني؟
تكمن خطورة هذا المرض في مضاعفاته الخطيرة:
جلطات الدم
السكتات الدماغية
الفشل القلبي
النوبة القلبية
فقدان الذاكرة والخرف
أسباب الرجفان الأذيني
يعزى سبب الرجفان الأذيني إلى خلل في إشارات القلب الكهربية في حجرتي القلب العلويتين، وهما الأذينين، ويسبب هذا الاضطراب إلى ارتجاف في الأذينين، ومنه تتراكم الإشارات في العقدة الأذينية البطينية عند العبور إلى الحجرتين السفليتين أي البطينين، فتحدث مضاعفات مثل اضطراب النظم القلبي وعدم انتظام ضربات القلب، وتجد أن سرعة القلب في حالة الرجفان تتراوح ما بين 100 إلى 175 نبضة في الدقيقة أي تزيد عن الطبيعي بمعدل 60 إلى 80 نبضة في الدقيقة.
وتعد المشكلات التالية هي الأسباب الأكثر شيوعًا لحدوث خلل الإشارات الكهربية في القلب:
- النوبة القلبية
- مرض الشريان التاجي
- مشكلات صمامات القلب
- ارتفاع ضغط الدم
- مشكلات الرئة
- آفات القلب الخلقية
- مشكلة في جهاز تنظيم ضربات القلب
- العدوات الفيروسية
- الخضوع لجراحات
- مشكلة في جهاز تنظيم ضربات القلب
- فرط نشاط الغدة الدرقية
- مشكلات في القلب
- جهد بدني شديد
- تعاطي المنبهات
- تعاطي المخدرات
ما عوامل خطر الإصابة بهذا المرض؟
تعد عوامل التي تزيد الإصابة بالرجفان هي الآتي:
- العمر: من هم فوق 65 عامًا أكثر عرضة من غيرهم بالإصابة بالرجفان الأذيني.
- أمراض القلب: عند الإصابة بأي من أمراض القلب لا سيما المذكورة أعلاه فتتضاعف نسبة إصابتك به، فعلى سبيل المثال، تزداد الخطورة عند أولئك المصابين بمشكلات في صمامات القلب واعتلال القلب السكري وفشل القلب الاحتقاني، ويمكنك التعرف على فشل القلب من هنا، بالإضافة إلى آفات القلب الخلقية والتعرض لنوبات القلب في وقت سابق وحتى الخضوع إلى العمليات الجراحية في القلب.
- الأمراض المزمنة: فيزداد خطر الإصابة بالرجفان عند الإصابة بارتفاع ضغط الدم وداء السكري وارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم وغيرها من الأمراض المزمنة.
- فرط نشاط الغدة: وغيرها من مشكلات الأيض وهي عملية التمثيل الغذائي.
- تاريخ وراثي: عند إصابة أحد أفراد العائلة أو أكثر بهذا المرض.
- شرب الكحول: يساهم فرط تناول المشروبات الكحولية في تكوّن الرجفان الأذيني.
ما علاج الرجفان الأذيني؟
ينقسم علاج هذه الحالة مثل الكثير من حالات القلب إلى طريقتين؛ وهما العلاج الدوائي والعلاج التدخلي سواء الجراحي أم الإجرائي، فتشمل طريقة العلاج الجراحي/الإجرائي الآتي:
- تقويم نظام القلب الكهربائي (Cardioversion therapy): ويجري هذا التدخل في المستشفى عبر استخدام جهاز الصدمات الكهربائية تحت إشراف طبيب، وهو إجراء غير متوغل.
- العملية الجراحية (الاستئصال القلبي): يمكن أن يتم اللجوء إلى هذا الخيار إن لم يتحسن الرجفان مع الأدوية، إذ إن أحيانًا يكون الملجأ الوحيد هو الاستئصال القلبي لبعض المرضى حتى لا تتكوّن العقد مرارًا وتكرارًا في المستقبل.
أما إن كنت تريد علاج الرجفان بالأدوية فإليك الآتي:
- أدوية تنظيم ضربات القلب
- أدوية سيولة دم (مميعات الدم) لمنع انتشار الجلطات
- قد تُوصف لك أدوية للتحكم في معدل ضربات قلبك واستعادته إلى المعدل الطبيعي. تُصرف أيضًا أدوية بوصفة طبية لمنع جلطات الدم، وهي إحدى المضاعفات الخطيرة التي يسببها الرجفان الأذيني.
تتضمن أدوية علاج الرجفان الأذيني ما يأتي:
- حاصرات مستقبلات بيتا: قد تساهم هذه الأدوية في تنظيم وتقليل سرعة ضربات القلب سواء في حالة النشاط أم السكون.
- حاصرات قنوات الكالسيوم: تسيطر هذه الأدوية على سرعة ضربات القلب، وهي حالة طبية تُعرف بخفقان القلب، بيد أنه يجب على مرضى فشل القلب وانخفاض ضغط الدم الابتعاد عنها لضررها لهم.
- ديجوكسين: يتخصص هذا الدواء في السيطرة على خفقان القلب في حالة الراحة فسحب، لكن ليس في حالة النشاط. لكن قد تتطلب بعض الحالات أدوية إضافية في حال مصاحبة الخفقان أي نشاط حركي مثل حاصرات قنوات الكالسيوم أو حاصرات مستقبلات بيتا.
- الأدوية المضادة لعدم انتظام ضربات القلب: تُوظف هذه الأدوية في الحفاظ على نظم القلب حتى تكون ضربات القلب منتظمة لعلاج ما يُعرف لاضطراب النظم القلبي، وهو مرض يصاحب الرجفان الأذيني ويؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب ولا تناسقها وحتى يصاحبها سرعة أو بطء في الضربات نفسها.
- مضادات تجلط الدم: ما يحد من مضاعفات الجلطات التي تصحب الرجفان وتفضي إلى السكتات الدماغية الخطيرة؛ وتكون الأدوية عادة مثل الوارفارين وأبيكسابان ودابيغاتران وإدوكسابان، وريفاروكسابان.
ما نوع وتركيز دواء الرجفان الأذيني؟
يتحدد نوع وتركيز الدواء حسب الطريقة المذكورة في الفيديو أدناه، وإن لم يلتزم المريض بها أو أخطأ الطبيب في الجرعة؛ فقد يتسبب في نزيف حاد وجلطات دموية.
شاهد الفيديو لتتعرف على الجرعات الصحيحة للدواء المناسب
تحذير مهم: لا تقدِم على عمليات جراحية قبل علاج حالة الذبذبة الاذينية والرفرفة الأذينية حتى لا تصاب بنزيف حاد.
ما طرق تشخيص رجفان الغرف العلوية؟
- تخطيط كهربية القلب (ECG أو EKG).
- تحاليل الدم مثل (CBC) و(CMP) و(Lipid Profile) و(WBC) و(RBC) وغيرها.
- مراقبة هولتر
- مخطط صدى القلب Echocardiography
- اختبار الجهد Cardiac stress test
- تصوير الصدر بالأشعة السينية
أسئلة شائعة حول الرجفان الأذيني
هل الرجفان الأذيني يسبب الوفاة؟
تعد أخطر مضاعفات هذا المرض هي احتمالية الموت المفاجئ بسببه، في حال لم تتعامل مع المرض على نحو صحيح، فيجب أن يلتزم مرضى الرجفان كافة بالمتابعة مع طبيب القلب دوريًا وأخذ الأدوية في مواعيدها حتى لا تحدث أي مضاعفات.
هل يمكن التعايش مع الرجفان الأذيني؟
التعايش مع الرجفان الأذيني يحتاج إلى العديد من أنماط الحياة الصحية الأخرى، ومنها: الحرص على تناول السوائل بشكل منتظم لتجنب الجفاف. الحصول على قسط وافر من الراحة والنوم ما بين 7-8 ساعات. اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضروات والفواكه الطازجة، الحبوب الكاملة والنشويات.
ما الفرق بين الرجفان والرفرفة الاذينية؟
يشترك المرضان في كونهما نوعين من عدم انتظام ضربات القلب وخلل في كهربيته، ولكن في حالة الرجفان، يكون النبض غير منتظم وسريع، أما في حالة الرفرفة الأذينية فيكون النبض سريع بانتظام.
هل يمكن علاج الرجفان في المنزل؟
بالطبع لا، إذ إنها حالة خطيرة، فيجب مراجعة طبيب قلب على الفور بعد الشعور بأي من الأعراض لتتجنب المضاعفات.