ما علاقة دعامات القلب والصيام وكيفية التعايش معها

كلما اقترب موعد شهر رمضان المبارك كلما تزايد السؤال عن دعامات القلب والصيام، وهل يمكن أن يصوم من قام بعملية دعامات القلب وهل دعامات القلب والصيام لن تشكل خطورة!

هذا ما نجيب عنه في هذا المقال.

دعامات القلب والصيام

نصح كثير من أطباء القسطرة والدعامات أن على الذين خضعوا لعملية القسطرة القلبية قبل شهر رمضان المبارك بأسبوعين أو شهر تقريبًا أن يجتنبوا الصيام لفترة لأن حالتهم الصحية قد لا تسمح لهم الصيام.

وأيضًا دعامات القلب والصيام المتقطع أو أي نوع من الصيام لن يكون مفيدًا لبعض الأشخاص حسب حالة عضلة القلب والشريان الذي تم علاجه بالدعامة.

تختلف الحالة الصحية لكل شخص عن غيره، لهذا فإن العلاج وكيفية التعايش مع دعامات القلب والصيام يحدده دكتور القلب وحده تبعًا لكل حالة وأن جميع المعلومات التالية معتمدة على دراسات بحثية لبعض الأشخاص المصابين والذين ليس بالضرورة أن تتفق حالتهم مع حالة أشخاص أخرين.

تجربتي مع دعامات القلب والصيام

اعتمدت الدراسات البحثية في تقييم علاقة دعامات القلب والصيام على تجارب العديد من الأشخاص لمعرفة كيف يتعامل الجسم والقلب تحديدًا مع الصيام.

واستنتج الباحثون وأطباء القلب من خلال دراساتهم أن جميع المصابين بأمراض القلب يمكنهم صيام رمضان بدون أي مضاعفات أو أضرار، وطالما لا يشعرون بأي أعراض مثل ضيق التنفس أو نغزات في القلب فيمكنهم إكمال صيامهم بشكل طبيعي ولا حاجة للإفطار وقطع الصيام.

ولمزيد من الاطمئنان عن علاقة دعامات القلب والصيام فإنه يلزم على المصاب أو من خضع لعملية تركيب دعامة القلب أو القسطرة القلبية سابقًا، المتابعة مع دكتور القلب بانتظام خاصة قبل الصيام لفترات طويلة.

خاصة أنه قد يطلب دكتور القلب إجراء بعض الفحوصات والتحاليل قبل الصيام للتأكد أن حالة القلب و حالة المصاب الصحية تسمح بالصيام.

ويقول كثير من أطباء القلب أنه إذا مر 6 أسابيع بعد عملية تركيب الدعامة وعاد المصاب إلى ممارسة حياته بشكل طبيعي ولم يعاني من من أي آثار جانبية (مثل ضيق التنفس وألم في الصدر)، فمن المحتمل ألا يكون هناك أي آثار جانبية على الجسم مع أو بدون صيام.

تنظيم الأدوية مع دعامات القلب والصيام

إذا كان الشخص يعاني من أمراض القلب المزمنة أو خضع لعملية قسطرة القلب وتركيب الدعامة سابقًا فإنه بكل تأكيد سوف يحتاج إلى الانتظام على بعض أنواع الأدوية لضمان استقرار الحالة الصحية.

و في حالة دعامات القلب والصيام فإن الأدوية التي يصفها دكتور القلب في الأغلب ستكون عبارة عن أدوية مضادة لتجلط أو تخثر الدم للحفاظ على مرور وتدفق الدم بكل يسر عبر الدعامة ومنع انسدادها بسبب تجلط أو تخثر الدم بها.

وغالبًا الادوية المضادة لتجلط الدم التي يجب أن يلتزم بها الشخص أثناء دعامات القلب والصيام تنحصر في نوعين وهما الكلوبيدوجريل والأسبرين.

ويجب على الشخص أن يوفق بين مواعيد الأدوية أثناء الصيام على أن يتم أخذ كلوبيدوجريل قبل السحور أو بعد الإفطار ، والأسبرين بعد الإفطار إن لم ينصح دكتور القلب المتابع للحالة الصحية للشخص بغير ذلك.

ما الذي يحدث للجسم والدم أثناء الصيام؟

تشير الأبحاث إلى أن تأثير الصيام على الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب المستقرة ونادرًا ما يصابون بأي أضرار أو مضاعفات دعامات القلب والصيام هي في الواقع ضئيلة جدًا (وفي إحدى الدراسات ، كان حوالي 91.2٪ من أصل 465 مريضًا لم يتعرضوا لأي آثار جانبية فيما يخص دعامات القلب والصيام).

يتأثر القلب وعمله بحالة الجسم، أي أن نشاط القلب يعتمد على ضغط الدم وحجمه في الجسم ، ولأن الدم يتكون بشكل أساسي من الماء، فإن حجم الدم ينخفض ​​أثناء الصيام والذي بدوره يؤثر على عمل القلب.

وهناك ورقة علمية تشير إلى أن هناك العديد من فوائد صيام رمضان على صحة الجسم عامة وعلى صحة القلب خاصة، حيث إن الصيام يساعد مَن يعانون من ضغط الدم المرتفع لأنه يساعد على:

• خفض ارتفاع ضغط الدم بنسبة 17% تقريبًا.
• تحسين مستوى الدهون عالية الكثافة (النوع الجيد من الدهون) بنسبة تتراوح ما بين 30% لـ 40%.
• بالإضافة إلى انخفاض مستوى الدهون منخفضة الكثافة (نوع غير مرغوب من الدهون) بنسبة 17%.

مما يعني أن دعامات القلب والصيام لن تشكل عائقًا في صحة الإنسان بل بالعكس فالصيام يؤثر إيجابيًا على صحة القلب والشرايين.

آثار جانبية قد تحدث بسبب دعامات القلب والصيام

نسبة ضئيلة جدًا في الدراسات العلمية تشير إلى أنه قد يحدث إنسداد في دعامات القلب أثناء الصيام، ورغم أنها نسبة ضئيلة لكن يجب على المصاب ومن خضع لتركيب دعامة في القلب أن يتواصل مع دكتور القلب فورًا في حالة إن شعر بضيق في التنفس أو نغزة في القلب.

أعراض انسداد الدعامة

أعراض انسداد الدعامة المبدئية قد تكون خفيفة فيختلط على المصاب هل هذه أعراض انسداد الدعامة أم ما يشعر به له علاقة بالصيام وحده دون أن يكون هناك علاقة بين دعامات القلب والصيام.

في كل الحالات، يجب أن يلاحظ المصاب أي أعراض انسداد الدعامة ويتواصل مع دكتور القلب فورًا مهما كانت الأعراض بسيطة، حيث إن أعراض انسداد الدعامة المبدئية هي:

• إرهاق وتعب شديد مستمر على غير العادة
• ضعف ووهن وعدم القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية الطبيعية مثل السابق.
• يحتاج المصاب لبذل مجهود حتى يستطيع التنفس حتى خلال وضع الراحة
• خفقان في القلب
• ألم في الرأس، أو الشعور بدوخة شديدة.
• الإغماء وفقدان الوعي

أعراض انسداد الدعامة المتقدمة:

• الشعور بضيق في التنفس لأن القلب لم يعد قادرًا على أن يضخ الدم بشكل كافٍ لتلبية احتياجات الجسم.
• الشعور بضغط كبير في محيط الصدر مع ألم في الكتف أو الذراع بالإضافة إلى تعرُّق شديد، جميع أعراض انسداد الدعامة هذه تنبأ باحتمالية حدوث نوبة قلبية لذا يجب الإنصات لأي عرض قد يشعر به الشخص المصاب.
• انتفاخ في القدمين والكاحلين والأرجل.
• عدم انتظام ضربات القلب.

يجب التأكيد على أن أخطر أعراض انسداد الدعامة المتقدّمة هو أن يعاني الشخص من انتفاخ البطن، وارتفاع ضغط الدم، والسعال المستمر، وفقدان الشهية، واضطراب في التبول، وعليه أن يتوجه لدكتور القلب فورًا.

أسباب انسداد الدعامة

دعامات القلب والصيام لا تتسبب في ظهور أعراض انسداد الدعامة السابقة، أي أن سبب انسداد الدعامة الرئيسي ليس الصيام.

لكن أشهر أسباب انسداد الدعامة هي:

• التدخين بكثرة مباشرة بعد الإفطار حتى السحور!
• ارتفاع ضغط الدم بشدة بشكل مستمر أو عدم الالتزام بخطة علاج ارتفاع ضغط الدم الموضوعة.
• تسارع نبضات القلب المزمنة.
• تناول العديد من منتجات الكافيين في فترة قصيرة.
• نقص في المعادن و عناصر التغذية والفيتامينات المهمة مثل فيتامين ب1.

لذا يجب تجنب اسباب انسداد الدعامة السابقة حتى يتجنب الشخص الآثار الجانبية التي قد تحدث مع دعامات القلب والصيام.

كيف يتم تشخيص انسداد دعامة القلب؟

عند تواصل الشخص المصاب بـ أعراض انسداد الدعامة السابقة مع دكتور القلب، سيحرص دكتور القلب على أن يمر المصاب بفحوصات تشخيص انسداد دعامة القلب فورًا حتى يتم تأكيد أو نفي انسداد الدعامة.

تشخيص انسداد الدعامة يكون من خلال:

• تخطيط صدى القلب
• تخطيط كهربية القلب
• تصوير الصدر بالأشعة السينية
• أخذ خزعة من البطانة المحيطة المغلفة للقلب حتى يتم التأكد من مدى صحة نسيج القلب والذي قد يتم من خلال عملية قسطرة في وريد الرقبة.

تجنب انسداد دعامة القلب

انسداد دعامات القلب والصيام أمران غير مرتبطين ببعضهما إلا بنسبة ضعيفة جدًا تكاد تكون منعدمة، لكن لتجنب انسداد دعامة القلب عامةَ يجب على الشخص اتباع بعض الإرشادات والتعليمات الصحية ما بعد تركيب دعامة القلب مثل:

• تناول دواء الأسبرين أو غيره من الأدوية المسيلة للدم بالجرعة التي حددها دكتور القلب في مواعيد مضبوطة وبدون زيادة أو نقصان.
• الحفاظ على وزن صحي دائمًا وتقليل لدرجة الابتعاد عن المأكولات الدسمة والسكريات.
• تقليل تناول مشروبات الكافيين إلى الحد الذي ينصح به دكتور القلب المتابع للحالة الصحية للشخص المصاب.
• الحصول على فترة راحة كافية و قسط كاف من النوم في اليوم.
• الانتظام على أدوية الأمراض المزمنة للتحكم في ضغط الدم ومستوى السكر في الدم.
• الحفاظ على نظام غذائي قليل الدهون وقليل الملح غني بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة.
• الابتعاد تمامًا عن التمارين الرياضية الشاقة سواء في فترة الصوم أو ما بعد الإفطار.
• الحفاظ على ترطيب الجسم داخليًا من خلال تناول الكثير من الماء والمشروبات قليلة السكر طول فترة الإفطار.

في النهاية، جميعنا نعلم أن الصيام هو عبادة محببة لجميع المسلمين حول العالم أي أكثر من 1.8 مليار شخص، كما نعلم أيضًا أن دعامات القلب والصيام لن تشُكل خطرًا على حياة الشخص المصاب مادام الشخص يلتزم بالتعليمات الطبية المخصصة لمن قاموا بتركيب الدعامات سابقًا.

وأن تجنب أي مضاعفات أو أضرار تركيب الدعامات يكون من خلال الالتزام بالأدوية التي أوصى بها الدكتور بجانب الالتزام بنمط حياة صحي بعيدًا عن كثرة المنبهات أو الكافيين وبكل تأكيد الصمود أمام المأكولات الرمضانية إن كانت كثيرة السكر أو الدهون.

وعلى الإنسان ألا يشق على نفسه أو يلتزم بما قد يعرض حياته للخطر، فمثلما قد فُرض الصيام على الإنسان في كثير من الديانات، هناك رخصة يستطيع أن يستغلها الأشخاص المصابين بمرضى القلب تحت استشارة دكتور قلب متخصص والاستماع جيدًا لرأي الدين المعتدل أيضًا.

يمكنك معرفة إن كان صيام رمضان يمكن أن يُعرض الشخص للإصابة بفيروس كورونا من خلال هذا الفيديو، وفي حالة إن كانت لديك أي اسئلة بخصوص دعامات القلب والصيام، يمكنك أن تستشير مجانًا من خلال الموقع دكتور سامح علام أستاذ دكتور أمراض القلب بكلية طب الأزهر.