التهاب التامور ويعرف أيضًا بالتهاب التأمور هو عبارة عن توّرم مصحوب باهتياج يصيب الغشاء الرقيق المحيط بالقلب الذي يعرف بغشاء التامور أو غشاء التأمور، ما يؤدي إلى آلام حادة في الصدر (ذبحة صدرية)، ويحدث ألم الصدر الحاد نتاج احتكاك طبقات الغشاء القلبي ببعضها.
عادة، تمر الإصابة بهذا التهاب مرور الكرام، فلا تسبب مضاعفات، وتأتي بأعراض خفيفة للغاية وتشفى تلقائيًا، بل حتى أن علاج الحالات الأصعب يستدعي تناول أدوية، وفي حالات نادرة جدًا يحدث تدخل جراحي للعلاج.
أعراض التهاب التامور
جرت العادة على أن تكون أعراض التهاب التامور خفيفة ويحدث الاستشفاء من نفسه، لكن هذا لا يمنع حدوث بعض الأعراض المميزة لهذا المرض، فمثلًا:
- ألم ضاغط في الكتفين خاصة الكتف الأيسر
- ألم حاد في الرقبة
- حمى خفيفة
- سعال حاد لخفيف
- تورم الساقين والقدمين
- دقات قلب سريعة ومضطربة (خفقان القلب)
- انتفاخ البطن
- ضيق التنفس
- وهن عام في الجسم
أنواع التهاب غشاء التامور
يأتي التهاب التامور على أكثر من شكل، فمثلًا يستمر النوع الحاد منه لا تطول مدة الإصابة عن ثلاثة أسابيع، مع إمكانية حدوث إصابات مستقبلية به. ويصعب التمييز بين النوبة القلبية (أزمة القلب أو كريزة القلب) والتهاب غشاء التامور الحاد.
يوجد نوع من هذا الالتهاب مستمر قد تستغرق الإصابة به فترة كبيرة تتراوح ما بين 4 أسابيع إلى ثلاثة أشهر ويسمى بالتهاب التامور الانقباضي المزمن الذي قد تصاحبه مضاعفات إن زادت الإصابة عن ثلاثة أشهر.
أما النوع الثالث فهو التهاب التامور المتكرر الذي يحدث في فترة مرورية بعد الإصابة الأولى من شهر إلى شهر ونص.
الفحوصات والتحاليل
تجرى العديد من الفحوصات والتحاليل للكشف عن الإصابة بالتهاب غشاء التامور، وتبدأ الفحوصات الدورية البدنية بوضع السماعة على الصدر نتيجة إحداث هذا المرض صوتًا مميزًا، أو ما يعرف بصوت الاحتكاك التاموري، بسبب احتكاك الغشاء مع السؤال عن الأعراض والتاريخ المرضي الشخصي والتاريخ المرضي العائلي.
بالإضافة إلى إجراء اختبارات الدم لكشف عن مؤشرات التهابات في الجسم أو عدوات محتملة ما يوضح احتمالية الإصابة بالنوبة القلبية مستقبليًا والتهاب غشاء التامور:
- تخطيط صدى القلب Echocardiogaphy: يعتمد هذا النوع من الفحوصات على فحص القلب بالموجات فوق الصوتية، تعمل هذه التقنية على تصوير القلب أثناء حركته لتقيس مدى كفاءة القلب في ضخ الدم وما إذا كان ثمة سوائل مترسبة في النسيج حول القلب.
- تخطيط كهربية القلب ECG: يعد هذا الاختبار اختبارًا سريعًا وغير مؤلم لتسجيل الإشارات الكهربائية في القلب. ويحدث هذا الاختبار عبر وضع لصيقات جلدية على الصدر، تعمل كأقطاب كهربائية لها أسلاك متصلة بجهاز عرض يسجل إشارات نبض القلب الكهربائية بشكل موجات على الشاشة أو على الورق.
- تصوير القلب بالرنين المغناطيسي. يَستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي مجالًا مغناطيسيًّا وموجات راديو لالتقاط صور مقطعية للقلب. ويكشف تصوير القلب بالرنين المغناطيسي عن أي جلطات دموية أو التهاب أو أي تغيرات أخرى في النسيج الرقيق المحيط بالقلب.
- تصوير القلب بالرنين المغناطيسي MRI: يعتمد التصوير بالرنين المغناطيسي على المجالات المغناطيسية وموجات الراديو لأخذ صور مقطعية للقلب تكشف تصوير القلب بالرنين المغناطيسي عن أي جلطات دموية، والالتهابات مثل التهاب الغشاء التاموري أو تغيرات أنسجة القلب الأخرى والأغشية مثل غشاء التامور والنسيج الرقيق حول القلب.
- تصوير الصدر بالأشعة السينية CXR: يوضح تصوير الصدر بالأشعة السينية التغييرات الطارئة على القلب الرئتين، خاصة حجم القلب وشكله، وهو من أنسب الطرق للكشف عن تضخم عضلة القلب.
- التصوير المقطعي المحوسب CT: تلتقط فحوصات التصوير المقطعي المحوسب للقلب صورًا للقلب وللصدر، ويكشف هذا الاختبار عن وجود تخثر في القلب قد يكون مؤشرًا لالتهاب التأمور المضيق.
علاج التهاب التامور
يختلف علاج التهاب التامور وفقًا لحدته والعوامل المحيطة به وسبب حدة الأعراض وتاريخ الشخص المرضي، إذ قد تتحسن أعراض التهاب التامور الطفيفة لكن يصعب اختفاء أعراض التهاب غشاء التامور الحادة من تلقاء نفسها، وهنا يأتي دور الأدوية:
أدوية التهاب غشاء التامور
عادة ما يصف طبيب القلب العديد من الأدوية التي تعمل على تهدئة الالتهاب مثل مضادات الالتهاب والمسكنات عمومًا، ما يتضمن الآتي:
- مسكنات الألم: يمكن تهدئة بل وحتى علاج ألم التهاب التامور عبر تناول مسكنات الألم دون أي وصفة طبية أو الرجوع إلى طبيب Over-the-counter-meds، مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين. إن كنت تريد مسكنات ألم أقوى أرجع إلى طبيب قلب ليعطيك الوصفة الطبية.
- كولشيسين: ويستهدف هذا الدواء ألم الأنسجة ويساعد هذا الدواء على الحد من الالتهابات في الجسم، ويعالج التهاب التامور الحاد في حال كانت أعراض التهاب غشاء التامور من نوع الالتهاب المتكرر للتامور، يمكن أن يتفاعل هذا الدواء مع أدوية أخرى، لذا يجب أخذ هذا الدواء بوصفة طبية فقط مع الحرص على تجنبه في حال إصابتك بأمراض الكلى أو الكبد، فناقش الطبيب عن البدائل.ويجب أن يتطلع الطبيب على تاريخك الطبي وتاريخ المرضي العائلي للتأكد.
- الكورتيكوستيرويدات: أدوية مضادة للالتهاب ذات مفعول قوي للغاية، ومنها دواء البريدنيزون، وعادة ما يؤخذ في حال عدم الشفاء من الأعراض سواء من تلقاء نفسها أو باستخدام أدوية أخرى، فهو الملاذ الأخير نتيجة لقوته.
ويجب تحري سبب الإصابة بالتهاب التامور، لأنه في حال كانت الإصابة نتيجة عدوات باختلافها سواء فطرية أم فيروسية، فيجب تناول المضادات الحيوية المناسبة للتخلص من العدوى أولًا حتى يجدي علاج غشاء التامور.
مضاعفات التهاب التامور
تضم مضاعفات التهاب التامور العديد من الأمراض الخطيرة، مثل الآتي:
- دكاك قلبي (Cardiac tamponade): يسبب التهاب التامور تراكم السوائل على القلب، لكن هذا التراكم قد لا يتوقف مع الشفاء منه ويستمر في الزيادة على نحو كبير وسريع يحيط بجميع تجاويف القلب والأذينين والبطينين، ما يعطل كفاءة عمل القلب وأدائه، فتتطور حالة دكاك القلب التي تسبب انخفاض حاد في ضغط الدم مع تعرض شديد وضيق في التنفس، وهذه الحالة طارئة يجب فيها الذهاب لأقرب مستشفى للعلاج بشفط السوائل بإبرة في القفص الصدري موجهة بالإيكو.
- التهاب تأمور مزمن (Chronic Pericarditis)
يعد هذا المرض نادر الحدوث، ومن الأندر أن يأتي بسبب التهاب التامور لكن ليس مستحيل، وهو عبارة عن تغلظ في غشاء تامور القلب نتيجة تكلس يصيب نصف الحالات ما يؤدي إلى فشل في القلب واحتقان في الجهة اليمنى ما بين أمراض أخرى خطيرة للغاية والتهابات كلوية وتضخم في الكبد فشل كلوي ووذمات.
- التهاب التامور المضيّق (Constrictive pericarditis)
يظهر هذا المرض مع تندب نسيج غشاء التامور نتيجة التهاب هذا الغشاء القلبي ويصعب عملية اتساع القلب الطبيعي عند الامتلاء بالقلب، ما يستعدى أحيانصا التجخل الجراحي لتقشير الغشاء، ويصاب به المريض بسبب التهاب التامور المزمن.
أسئلة شائعة حول التهاب التامور
ما مدة الشفاء من التهاب التامور؟
يستغرق الشفاء من هذا الالتهاب القلبي عدة أسابيع عادة 3 أسابيع فقط، لكن تختلف وفقًا لنوع الالتهاب وأعراضه، فقد يصل إلى شهر ونصف.
ما علاج التهاب التامور؟
عادة، لا يستدعى هذا النوع من التهابات القلب العلاج، لكن يجب الذهاب للطبيب والمتابعة لتجنب المضاعفات مع أخذ الاحتياطات المناسبة والأدوية مناسبة لنوع الالتهاب الذي أصاب غشاء التامور.
ما علاقة التهاب التامور والرياضة؟
يجب تجنب ممارسة الرياضة أثناء فترة الإصابة، وإن كنت تعاني من عدوات فيروسية فيستجدي بك تجنب الرياضة ككل أو ممارسة رياضات خفيفة للغاية لا تتطلب جهد كبير أو تستهلك رئتيك والتنفس وعدم بذل جهد بدني ضخم.